مع التزام كثير من العوائل منازلهم من أجل الحجر المنزلي الوقائي بسبب تفشي فيورس كورونا وارتفاع معدلات الإصابة والوفاة،  والتي تعد ظاهرة صحية، فهناك ثمة مخاطر تربوية يجب التنبه لها حتى لا نفر من وباء ونقع في وباء آخر، ومن ذلك وباء "الإدمان على الشاشات" والألعاب الإلكترونية الذي توفر له أجواء البقاء الطويل في المنزل أو المحجر فرصة ذهبية للتفشي، في ظل غياب تخطيط  الأسرة أو الفرد لكيفية الاستفادة من هذه الأيام، ونتيجة الشعور بالملل، ومن أجل تزجية الوقت.

ووفقا لخبراء التربية فإن لهذا الإدمان مخاطر متعددة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، وقد يبدأ هذا السلوك بصورة مؤقتة في فترة الحجر، ويتحول بعد ذلك إلى عادة في الظروف الطبيعية. ويستوجب ذلك تنبه الفرد لوقته، والتخطيط لكيفية قضاء الوقت مع الأسرة والأبناء، أو الإخوة والأصدقاء، بحسب مجموعة الحجر.

ومن النصائح التي نقترحها للأسرة في التعامل مع الشاشات بهذه الفترة ما يلي:  -

1. الاتفاق الجماعي على وضع قواعد لتنظيم فترة البقاء في المنزل وأن يشارك الجميع بإبداء الرأي

2. تخصيص أوقات محددة تحديدا صارماً لمواقع التواصل الاجتماعي والولوج إلى الإنترنت مع التخطيط المسبق لهذا الولوج بالاستفادة من البرامج التعليمية ومواقع المكتبات العلمية التي قدمت تسهيلات خاصة بالتزامن مع أيام الحجر الصحي.

3. الاستفادة من الحجر في التواصل مع الأبناء في أوقات الطعام وممارسة الرياضة وغيرها مع التخطيط للمرح ومشاهدة بعض البرامج بصورة جماعية.

4. تلافي بقاء الأجهزة الإلكترونية في غرف نوم الأطفال.

5. ترك مساحة للأطفال لممارسة بعض الأنشطة باستقلالية (الرسم، التمثيل.. الخ).

6. تنظيم مسابقات ثقافية ومتنوعة مع تشجيع الأطفال على إظهار مواهبهم وربما تكون أيام الحجر فرصة لاكتشاف بعض المواهب.

٧. تلافي بقاء الأجهزة الإلكترونية في غرف نوم الأطفال.

٨. مشاهدة بعض البرامج بصورة جماعية.

٩. ممارسة الرياضة بأنواعها البسيطة، بأسلوب مرح، ومن لديه حوش فليستغله لتغيير الأجواء، أو الصعود الى السطح، حسب المتاح.

١٠.ليكن للمطبخ جزء بسيط للأبناء، أياً كانت أعمارهم؛ يشاركون فيه ولو باليسير، فهذا ينمي فيهم استشعار المسؤولية.

وأعتقد لو أن كل شخص عزم على إدارة الوقت وتنظيم المحجر، لخرجت أفكار كثيرة وجميلة وغريبة، بدل الإدمان على الأجهزة الذكية، والشاشات الجلية، والألعاب الالكترونية .