"عذابات لا تنتهي تصل إلى الموت كمدًا أمام أسوار عالية يحيطها الظلم من جميع نواحيها تقهر الرجال وتكسر قلوب الأمهات والزوجات لحرمانهم من رؤية أحبائهم"، هكذا يمكن وصف زيارة المعتقلين في سجون السجون.

وتبدأ معاناة أهالي الحرائر بتدبير المال لشراء مستلزمات زيارة المعتقل من طعام وملابس وأدوية في حال مرضه ومبلغ مالي يُترك في خزينة الأمانات بالسجن، فضلا عن نفقات الانتقال إلى مكان الاحتجاز الذي غالبا ما يكون بعيدا عن محل السكن.

نتيجة بحث الصور عن معاناة أهالي المعتقلين

وقد اضطرت أسر كثيرة لبيع ممتلكات خاصة توفيرا لسبل الإنفاق بعد غياب العائل في السجن، وفق قول آية، مشيرة إلى لجوء البعض منها إلى الاقتراض.

الموت كمدًا

الموت كمدا وحزنا على فراق أحبابهم، جانب آخر من معاناة أهالي المعتقلين أثناء زيارة ذويهم ، ففي نوفمبر الماضي توفي والد المعتقل حمدي قنديل أمام بوابة سجن طنطا العمومي (غرب الدلتا)، أثناء ذهابه لزيارة نجله المعتقل قبل أيام.

وسبق تلك الحادث مصرع والدة حازم فاروق نقيب أطباء الأسنان، أمام مجمع سجون طرة الجبل، بعد خروجها من زيارة نجلها المعتقل بسجن العقرب.

والمصير ذاته واجهته والدة المعتقل زيد عبد الغني، حين توفيت خلال توجهها لزيارة نجلها بسجن طرة، بعد أن صدمتها سيارة مسرعة أثناء عبورها الطريق المتجه للسجن.

وكذالك وفاة والدي الطالب أحمد محمد عبدالسلام من الشرقية في انتظار زيارة نجلهم.

تغريب ومنع زيارة

ووفقا لمصادر حقوقية،  فإن الأهالي يعانون من تعنت السلطات الأمنية في نقل أبنائهم للسجون القريبة من محل سكنهم، وإصرارهم على حبسهم بسجون معظمها يقع في النطاق الصحراوي، مثل الوادي الجديد بالصحراء الغربية، ووادي النطرون بالطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية، والمنيا العمومي الذي يبعد 350 كم عن القاهرة، وسجن أسيوط الجديد 550 كم من القاهرة.

نتيجة بحث الصور عن معاناة أهالي المعتقلين

وكشف أهالي المعتقلين عن معاناتهم خلال زيارة أبنائهم المعتقلين، وتراوحت بين طول المسافة، وتعنت إدارة السجون، وقسوة الظروف المناخية في فصل الشتاء.

وأشاروا  إلى أن المشكلة الأكبر في فصل الشتاء، تتمثل في برودة الجو ونشاط الرياح والأتربة بشكل كبير، وضيق الوقت، ما يدفعهم في كثير من الأوقات لعدم اصطحاب أبنائهم الصغار، أو كبار السن حتى لا يتعرضوا لمشاكل صحية.

نتيجة بحث الصور عن معاناة أهالي المعتقلين

كما تحدث آخرين عن تغريب ذويهم لسجون تبعد عن سكنهم مئات الكيلو متر، في محاولة لعقاب المعتقل وذويهم ، تستغرق أحيانا يومين مثل زيارة أهالي المعتقلين من الإسكندرية للوادي الجديد.

وتمنع الزيارة عن بعض المعتقلين في سجون مصر لأسباب منها السياسية، مثل القضية المعروفة بقضية النائب العام المساعد التي منع المعتقلون على ذمتها من الزيارة منذ اعتقالهم حتى الآن، ولا سبيل أمام أهاليهم للاطمئنان عليهم إلا وقت العرض على النيابة، أو أثناء جلسات محاكمتهم، أو بالجري وراء عربات الترحيلات.

رفض دخول الأطعمة

ولا تقتصر معاناة أهالي المعتقلين عن المشقة في تدبير نفقات الزيارة أو الوصول إلى أماكن السجن التى تحتاج سفر ربما ليوم كاملا، فبعد هذه المشقة يصطدموا بجبروت نظام لا يعرف أدني معيار للإنسانية فتبدأ ميليشياته في رفض يرفضون دخول الطعام والملابس وبعض الأدوية التي تحضرها الأسر.

نتيجة بحث الصور عن معاناة أهالي المعتقلين

 كما يواجه ذوو المعتقلين كل أنواع التعنت خلال الزيارات بدءا من قصر الزيارة على عدد قليل من الزوار من ضمن طوابير طويلة عادة بالمئات، وكذالك الزيارة من وراء أسلاك أو زجاج في بعض السجون

سياسة قمعية

 وتعليقا على أوضاع أهالي المعتقلين عز الكومي، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى المصري سابقا، أن نظام الإنقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، يتشفى في المعتقلين بمثل هذه الحوادث، في ظل قناعته بأن المعتقلين وأهاليهم ليس لهم قيمة وليس لهم حقوق، ولا يستحقون الحياة، وهو ما سبق وعبر عنه رئيس مصلحة السجون الأسبق حسن السوهاجى عندما قال لمعتقلي برج العرب : "أنت مسجون يعني مقيّد الحرية، تعامل برغبتنا وكما نريد نحن، وكما نرى أنك تستحق، لا كما تريد أنت".

نتيجة بحث الصور عن معاناة أهالي المعتقلين

وأكد أن  نظام الإنقلاب لا ينتقم من المعتقلين فقط، بل ينتقم من ذويهم كذلك بإهانتهم وتركهم بالساعات أمام بوابات السجون وتقليص مدة الزيارة لخمس دقائق، والحرمان من الزيارة بشكل كامل.

ووصف الكومي سجن طنطا العمومي، الذي شهد حوادث وفاة ذوي المعتقلين، بأنه من السجون سيئة السمعة، حيث شهد حالات قتل بطيء للمعتقلين، بالإضافة لوجود سلخانات لتعذيبهم ، ويتم منع التريض، والأدوية عنهم، كما يتم منع الطلاب من أداء الامتحانات، والزنازين لا يوجد فيها دورات مياه، ويتم الاكتفاء بوضع جردل لقضاء الحاجة بها داخل الزنزانة.