لم يحدث أن خاضت جماعة الإخوان المسلمين عبر تاريخها معارك جانبية مع غيرها من الاتجاهات والجماعات والجمعيات عامة، والإسلامية منها خاصة، ملتزمة القاعدة الذهبية التي وضعها العلاَّمة السيد محمد رشيد رضا - يرحمه الله -: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، وأقرها الإمام حسن البنا – يرحمه الله – والتزمت بها الجماعة في تعاملها مع الآخر المخالف - أيًّا كان توجهه - تغليبًا للمصلحة العامة للإسلام والمسلمين، وذلك على الرغم مما قد تحمله هذه الخلافات من توجيه سهام النقد للجماعة.

ويهمنا هنا أمام الجميع إعادة تأكيد طبيعة دعوتنا التي حددها قول الإمام البنا - يرحمه الله - أمام المؤتمر الخامس للإخوان المسلمين عام ١٩٣٨م، بأنها "دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية".

وفي الآونة الأخيرة ظهرت كتابات هنا وهناك لأفراد محسوبين على اتجاهات إسلامية، تصبُّ في مجملها في خانة الفُرقة، وتُشعل أوار خلاف مذموم لا يقبله الإخوان، ولا يقرونه، في ظل ظروف عصيبة تطال جميع الإسلاميين، بل تطال الإسلام ذاته.

وجماعة الإخوان تؤكد للكافة أنها ليست في خصومة مع أحد، مهما كانت مواقفهم تجاهها، وبخاصةٍ في هذه المرحلة التي تتطلب من الجميع لمَّ الشمل في مواجهة أعداء الإسلام والمتربصين به.

كما توكد الجماعة أن ما صدر من آراء فردية عن بعض المحسوبين عليها بحق رموز دعوية لا يعبر عن رأيها، ولا يمثّل موقفًا رسميًّا لها.

وتناشد الجميع النظر إلى هذه الآراء من هذا المنظار، والابتعاد عن تناولها، أو اتخاذها ذريعة لإصدار تعميمات خاطئة بحق نصاعة ووضوح مواقف وسياسات الجماعة.. خاصة أن ديننا الحنيف يأمرنا جميعا أن نتعاون على البر والتقوى، والوحدة والتعاون، لا الفرقة أو الخلاف.

نسأل الله أن يؤلف بين قلوب جميع العاملين للإسلام، ويوحّد كلمتهم على الحق، ويأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب.. إنه سميع قريب مجيب.

والله أكبر ولله الحمد

د. طلعت فهمي - المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الأحد 29 جمادى الآخرة 1441هـ = 23 فبراير 2020م